وفي ليلته أمسى غالب بن عبد الله الليثي ومن معه عند #~~~الحويط~~~# متجهين إلى فدك لتأديب بني مُرَّة لما فعلوه ببشير …
بن سعد وأصحابه، فساروا حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~بدع ابن خلف~~~# وصلوا المغرب والعشاء في الطريق، ثم حوالي 14 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~فدك بني مرّة~~~#، وكان في السريّة مع غالب رضي الله عنه: عقبة بن عمرو أبو مسعود، وكعب بن عجرة، وأسامة بن زيد، وعلبة بن زيد؛ فلمّا اقترب غالب منهم بعث عُلبة بن زيد في عشرة فرقة استطلاعيّة، حتى عرفوا أماكن نزولهم ورجعوا إلى غالب فأخبروه، وكان القوم قد ناموا وهدأوا.
ووقف غالب رضي الله عنه فقال لمن معه: “أما بعد فإني أوصيكم ونفسي بتقوى الله وحده لا شريك له، وأن تطيعوني ولا تعصوني ولا تخالفوا لي أمرًا، فإنه لا رأي لمن لا يُطاع”، وجعلهم اثنين اثنين، فقال: “يا فلان أنت وفلان، يا فلان أنت وفلان…، لا يفارق كل رجل زميله، وإياكم أن يرجع إلي أحدكم فأقول أين فلان صاحبك؟، فيقول لا أدري، وإذا كبّرت فكبروا”، وآخى بين أسامة بن زيد وأبي سعيد الخدري، ثم كبّر، فكبروا وأخرجوا السيوف وأحاطوا بالقبيلة وفيها مواشيهم وإبلهم، فخرج رجال القبيلة وتقاتلوا معهم مُدَّة وهم يصيحون: “أمت أمت”، وخرج أسامة بن زيد يلاحق رجلًا منهم اسمه “نُهيك بن مرداس”، فجرى منه بعيدًا، وسأل عنه غالب فقال: “أين أسامة؟” فلم يجدوه، ولمّا عاد لامه غالب لومًا شديدًا وقال: “ألم تر إلى ما عهدت إليك؟”، فقال أسامة: “إني خرجت ألاحق رجلًا جعل يتهكم بي، حتى إذا دنوت منه ولحمته بالسيف، قال: لا إلاه إلا الله”، فقال غالب: “فأعدت سيفك إلى جرابه؟؟”، قال أسامة: “لا والله ما فعلت حتى قتلته!”، قالوا: “بئس ما فعلت وما جئت به تقتل امرأ يقول: لا إلاه إلا الله!!!”، فندم أسامة وسقط في يديه وحزن حزنًا شديدًا.
واتجهوا عائدين للمدينة المنورة ومعهم المواشي ومن أخذوه ممن بقي لم يهرب من الأولاد الصغار، فساروا حوالي 14 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا بدع ابن خلف، ثم حوالي 19 كم في أربع ساعات تقريبًا حتى وصلوا الحويط وقت الضحى تقريبًا، ووقفوا بها للاستراحة بقيّة النهار وغربت الشمس وهم هناك.