وفي صبيحته وصل الأعرابي المشرك إلى المدينة المنوّرة، بعد مسير خمس ليالٍ، وكان قد اتفق مع أبي سفيان بن حرب فأعطاه بعيرًا يركبه …
وأموال لتنفيذ جريمة اغتيال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان قد أخذ معه خنجرًا صغيرًا. فلمّا وصل #~~~المدينة المنوّرة~~~#، ربط بعيره وسأل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأخبروه أنّه في #~~~مسجد بني عبد الأشهل~~~# “مسجد واقم”، فذهب الأعرابي إليه هناك ودخل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فلمّا رآه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكان جالسًا في أصحابه رضوان الله عليهم قال: «إنّ هذا ليريد غدرًا!»، وجاء الرجل إلى المجلس فقال: “من منكم ابن عبد المطلب؟، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «أنا ابن عبد المطلب!»، فذهب الرجل ناحية النبي صلى الله عليه وآله وسلم كأنّه سيكلمه بشيء في أذنه، فجذبه أسيد بن حُضير من داخل إزاره وقال: “تنحّ عن رسول الله!”، فإذا الخنجر في يدّ الرجل قد أخفاه، وأصابه الرعب فقال: “دمي! دمي!”، خوفًا من أن يُقتل، وقام إليه أُسيد رضي الله عنه فأخذ بتلابيبه فخنقه بملابسه خنقًا شديدًا، وقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «اصدقني؛ ما أنت؟ وما أقدمك؟، فإن صدقتني نفعك الصدق، وإن كذبتني فقد اطلعت على ما هممت به!»، قال الأعرابي: “وأنا آمن؟”، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «نعم، وأنت آمن!»، فأخبره بأمره وما أعطاه أبو سفيان من أموال، وأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بحبسه عند أُسيد بن حُضير رضي الله عنه.