وفيه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرسل إلى القُرَطاء وهم قبائل قُرْط وقريط وقُرَيْط من بني كلاب كتابًا يدعوهم فيه إلى الإسلام، …
مع رجُل من عُرينة اسمه: عبد الله بن عوسجة في بداية ربيع الأوّل، فجاء الخبر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنّهم أخذوا كتابه فمسحوه ووضعوه في أسفل دلو لهم ورفضوا أن يجيبوا دعوة الإسلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمّا وصله الخبر: «ما لهم، أذهب الله بعقولهم؟»[^1]، وأمر الضّحاك بن سُفيان الكِلابي أن يخرج ومعه الأصيد بن سلمة بن قُرط بن عبد رضي الله عنه -وهم قبيلته- في سريّة لدعوتهم مُجددًا وتأديبهم.
فخرجوا وساروا متجهين إلى #~~~البكرات~~~# حوالي 7 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~العُرَيْض~~~# ثم حوالي 16 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا إلى #~~~شرق حرّة واقِم~~~# وغربت الشمس وهم هناك.
[^1]: وقد استجاب الله لدعوة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلَّم، فصار بعضهم ممن يتحدث بسرعة ولا يتبيّن كلامه ويختلط فلا يُفهم، وصار بعضهم أهل سفاهة، قال الواقدي: رأيت بعضهم عييًّا لا يُبين الكلام!، وكل هذا من شؤم الاعتراض وسوء الأدب مع حضرة الرسول صلى الله عليه وآله وسلَّم، أعاذ الله المسلمين منها.