وفيه كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقيمًا في (((الحُجُون))) مُحرِمًا مُنتظرًا يوم التروية في حجة الوداع، …
فصلّى الظهر وخطب خطبة وعظ فيها الناس، والظاهر أن هذا كان بمكة.
وظاهر الروايات أنّه صلى الله عليه وآله وسلم دخل الكعبة في هذا اليوم، وفتح له عثمان بن أبي طلحة سادن الكعبة، فخلع صلى الله عليه وآله وسلم نعليه ودخلها ومعه عثمان بن أبي طلحة وبلال بن رباح وأسامة بن زيد وأغلقوا عليهم الباب طويلاً ثم فتحوه، فكان عبد الله بن عمر أول من سبق الناس إليه فسأل بلالًا رضي الله عنهما: أصلَّى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه؟، قال: نعم، ركعتين بين الاسطوانتين المُقدَّمتين، وكبَّر صلى الله عليه وآله وسلم في نواحي البيت من داخله.
ودخل صلّى الله عليه وآله وسلم على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حزينًا، فقالت: ما لك يا رسول الله؟، قال: «فعلت اليوم أمرًا ليتني لم أك فعلتُه!، دخلت البيت، فعسى رجل من أمتي لا يقدر أن يدخله فتكون في نفسه حزازة -حزنًا على عدم التمكن من دخوله- أو حرارة -شوقًا لدخوله-، وإنما أُمِرنا بالطواف ولم نؤمَر بالدخول»، وقيل إن دخوله صلى الله عليه وآله وسلم الكعبة وقع في فتح مكة فقط، ولم يكن في حجة الوداع والله أعلم.