وفيه كان قد قَدِم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أبو البراء عامر بن مالك بن جعفر مُلاعِب الأسِنّة -وهو مُشْرِك-، فأهدى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم …
فرسين وجملين، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا أقبل هديّة مُشْرِك»، وعرض عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإسلام فلم يُسْلِم، لكنّه قال لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: “يا محمد إني أرى أمرك هذا أمرًا حسنًا شريفًا؛ وقومي خلفي، فلو أنك بعثت نفرًا من أصحابك معي لرجوت أن يُجيبوا دعوتك ويتبعوا أمرك، فإن هم اتّبعوك فما أعزّ أمرك”، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: «إنّي أخاف عليهم أهل نجد»، قال عامر: “لا تخف عليهم، أنا لهم جار أن يعرض لهم أحد من أهل نجد”.
وكان في الأنصار أربعون شابًا يُسمُّون القُرَّاء، يخرجون إلى ناحية من المدينة يصلّون بالليل ويتدارسون الإسلام، فإذا كان الصُّبح خرجوا يحتطبون -يجمعون الحَطَب- ويجلبون المياه العذبة من الآبار، ثم يأتون بذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكان أهلوهم يظنّون أنّهم في المسجد وروّاد المسجد يظنّون أنّهم في بُيُوتهم، فأرسلهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم دُعاة إلى قبيلة بني عامر بن صعصعة بعوالي نجد قريب من أرض قبيلة بني سُلَيْم عند #~~~بئر معونة~~~#، وفيهم عمرو بن أميّة الضّمري والحارث بن الصّمّة وحرام بن ملحان رضي الله عنهم، وجعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم قائدهم المنذر بن عمرو الساعدي الخزرجي، ومعهم دليل من بني سُلَيْم اسمه المُطَّلِب.
فخرجوا فساروا حوالي 7 كم في ساعة ونصف تقريبًا حتى وصلوا #~~~صِرار~~~#، ثم حوالي 16 كم في ثلاث ساعات تقريبًا حتى وصلوا #~~~شرق حرّة واقِم~~~# وغربت الشمس وهم هناك.