وأما عدله عليه السلام، وأمانته، وعفّته، وصدق لهجته، …
فكان امن الناس وأعدل الناس، وأعفّ الناس، وأصدقهم لهجة منذ كان، اعترف له بذلك محادّوه وعداه، وكان يسمّى قبل نبوّته الأمين. وقد قدّمنا في سيرته عليه الصلاة والسلام قبل النبوّة. وفي الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: ما لمست يده يد امرأة قطّ لا يملك رقّها. قال أبو العباس المبرّد: قسّم كسرى أيامه؛ فقال: يصلح يوم الريح للنوم، ويوم الغيم للصيد، ويوم المطر للشرب واللهو، ويوم الشمس للحوائج، ولكن نبيّنا عليه الصلاة والسلام جزّأ نهاره ثلاثة أجزاء، جزا لله، وجزا لأهله، وجزا لنفسه، ثم جزّأ جزأه بين الناس، فكان يستعين بالخاصة على العامة، ويقول: “أبلغوا حاجة من لا يستطيع إبلاغي، فإن من أبلغ حاجة من لا يستطيع إبلاغها امنه الله يوم الفزع الأكبر“. وكان عليه الصلاة والسلام لا يأخذ أحدا بذنب أحد، ولا يصدق أحدا على أحده.