قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: …
وَقَالَ هُبَيْرَةُ بْنُ أَبِي وَهْبٍ يَعْتَذِرُ مِنْ فِرَارِهِ، وَيَبْكِي عَمْرًا، وَيَذْكُرُ قَتْلَ عَلِيٍّ إيَّاهُ:
لَعَمْرِي مَا وَلَّيْتُ ظَهْرِي مُحَمَّدًا … وَأَصْحَابَهُ جُبْنًا وَلَا خِيفَةَ الْقَتْلِ
وَلَكِنَّنِي قَلَّبْتُ أَمْرِي فَلَمْ أَجِدْ … لِسَيْفِي غَنَاءً إنْ ضَرَبْتُ وَلَا نَبْلِي
وَقَفْتُ فَلَمَّا لَمْ أَجِدْ لِي مُقَدَّمًا … صَدَدْتُ كَضِرْغَامِ هِزَبْرٍ أَبِي شَبْلِ
ثَنَى عِطْفِهِ عَنْ قِرْنِهِ حِينَ لَمْ يجد … مكرّا وَقد مَا كَانَ ذَلِكَ مِنْ فِعْلِي
فَلَا تَبْعُدْنَ يَا عَمْرُو حَيًّا وَهَالِكًا … وَحُقَّ لِحُسْنِ الْمَدْحِ مِثْلُكَ مِنْ مِثْلِي
وَلَا تَبْعَدَنْ يَا عَمْرُو حَيًّا وَهَالِكًا … فَقَدْ بِنْتَ مَحْمُودَ الثَّنَا مَاجِدَ الْأَصْلِ
فَمَنْ لِطِرَادِ الْخَيْلِ تُقْدَعُ بِالْقَنَا … وَلِلْفَخْرِ يَوْمًا عِنْدَ قَرْقَرَةَ الْبَزْلِ
هُنَالِكَ لَوْ كَانَ ابْنُ عَبْدٍ لَزَارَهَا … وَفَرَّجَهَا حَقًّا فَتًى غَيْرُ مَا وَغْلِ
فَعَنْكَ عَلَيَّ لَا أَرَى مِثْلَ مَوْقِفٍ … وَقَفْتُ عَلَى نَجْدِ الْمُقَدَّمِ كَالْفَحْلِ
فَمَا ظَفِرَتْ كَفَّاكَ فَخْرًا بِمِثْلِهِ … أَمِنْتُ بِهِ مَا عِشْتُ مِنْ زَلَّةِ النَّعْلِ