وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ مُسَافِرِ بْنِ أَبِي عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ…
بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ، تَبْكِي أَهْلَ الْقَلِيبِ الَّذِينَ أُصِيبُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ قُرَيْشٍ: (وَتَذْكُرُ مُصَابَهُمْ) :
يَا مَنْ لِعَيْنٍ قَذَاهَا عَائِرُ الرَّمَدِ … حَدَّ النَّهَارِ وَقَرْنُ الشَّمْسِ لَمْ يَقِدْ
أُخْبِرْتُ أَنَّ سَرَاةَ الْأَكْرَمِينَ مَعًا … قَدْ أَحْرَزَتْهُمْ مَنَايَاهُمْ إلَى أَمَدِ
وَفَرَّ بِالْقَوْمِ أَصْحَابُ الرِّكَابِ وَلَمْ … تَعْطِفْ غَدَاتَئِذٍ أُمٌّ عَلَى وَلَدِ
قَوْمِي صَفِيَّ وَلَا تَنْسَى قَرَابَتَهُمْ … وَإِنْ بَكَيْتِ فَمَا تَبْكِينَ مِنْ بُعُدِ
كَانُوا سُقُوبَ سَمَاءِ الْبَيْتِ فَانْقَصَفَتْ … فَأَصْبَحَ السَّمْكُ مِنْهَا غَيْرَ ذِي عَمَدِ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: أَنْشَدَنِي بَيْتَهَا: «كَانُوا سُقُوبَ » بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ بِالشِّعْرِ.
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَقَالَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ مُسَافِرٍ أَيْضًا:
أَلَا يَا من لعين … للتّبكىّ دَمْعُهَا فَانِ
كَغَرْبَيْ دَالِجٍ يَسْقَى … خِلَالَ الْغَيِّثِ الدَّانِ
وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ ذُو … أَظَافِيرَ وَأَسْنَانِ
أَبُو شِبْلَيْنِ وَثَّابٌ … شَدِيدُ الْبَطْشِ غَرْثَانِ
كَحِبِّي إذْ تولّى و … وُجُوه الْقَوْمِ أَلْوَانِ
وبالكفّ حسام صارم … أَبْيَضُ ذُكْرَانِ
وَأَنت الطّاعن النّجلاء … مِنْهَا مُزْبِدٌ آنِ
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَيَرَوْنَ قَوْلَهَا: «وَمَا لَيْثُ غَرِيفٍ» إلَى آخِرِهَا، مَفْصُولًا مِنْ الْبَيْتَيْنِ اللَّذَيْنِ قَبْلَهُ.