لَمَّا رَأَيْتُ بَنِي نُفَاثَةَ أَقْبَلُوا … يَغْشَوْنَ كُلَّ وَتِيرَةٍ وَحِجَابِ …
صَخْرًا وَرَزْنًا لَا عَرِيبَ سِوَاهُمْ … يُزْجُونَ كُلَّ مُقَلَّصٍ خَنَّابِ
وَذَكَرْتُ ذَحْلًا عِنْدَنَا مُتَقَادِمًا … فِيمَا مَضَى مِنْ سَالِفِ الْأَحْقَابِ
ونَشَيْتُ رِيحَ الْمَوْتِ مِنْ تِلْقَائِهِمْ … وَرَهِبْتُ وَقْعَ مُهَنَّدٍ قَضَّابِ
وَعَرَفْتُ أَنْ مَنْ يَثْقَفُوهُ يَتْرُكُوا … لَحْمًا لِمُجْرِيَةٍ وَشِلْوَ غُرَابِ
قَوَّمْتُ رِجْلًا لَا أَخَافُ عِثَارَهَا … وَطَرَحْتُ بِالْمَتْنِ الْعَرَاءِ ثِيَابِي
وَنَجَوْتُ لَا يَنْجُو نَجَائِي أحْقَبٌ … عِلْجٌ أَقَبُّ مُشَمِّرُ الْأَقْرَابِ
تَلْحَى وَلَوْ شَهِدَتْ لَكَانَ نَكِيرُهَا … بَوْلًا يَبُلُّ مَشَافِرَ الْقَبْقَابِ
الْقَوْمُ أَعْلَمُ مَا تَرَكْتُ مُنَبِّهًا … عَنْ طِيبِ نَفْسٍ فَاسْأَلِي أَصْحَابِي
قَالَ ابْنُ هِشَامٍ: وَتُرْوَى لِحَبِيبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ (الْأَعْلَمِ) الْهُذَلِيِّ. وَبَيْتُهُ:
«وَذَكَرْتُ ذَحْلًا عِنْدَنَا مُتَقَادِمًا» عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، وَقَوْلُهُ «خناب» و «علج أَقَبُّ مُشَمِّرُ الْأَقْرَابِ» عَنْهُ أَيْضًا.