بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شَوَّال على رَأس خَمْسَة وَثَلَاثَة وَعقد لَهُ لِوَاء أَبيض حمله مسطح بن أَثَاثَة فَسَار فِي سِتِّينَ رجلا من …
الْمُهَاجِرين صابرين على الْجِهَاد فِي سَبِيل الله ومصابرين فلقي أَبَا سُفْيَان فِي مِائَتي رجل ملتفين عَلَيْهِ وَهُوَ على مَاء من بطن رابغ الْمشَار إِلَيْهِ فَكَانَت بَينهمَا المناوشة وَالرَّمْي بالنبال وَلم يسلوا سيوفا وَلَا اصطفوا لِلْقِتَالِ.
ثمَّ انصرفت كل فرقة إِلَى نَاحيَة وَرجع ابْن الْحَارِث إِلَى الْمَدِينَة بفرقته النَّاجِية وَفِي هَذِه السّريَّة يَقُول أَبُو بكر الصّديق من أَبْيَات:
ترى من لؤى فرقة لَا يصدها *** عَن الْكفْر تذكير وَلَا بعث باعث
فَإِن يرجِعوا عَن كفرهم وعقوقهم *** فَمَا طَيّبَات الْحل مثل الْخَبَائِث
وَإِن يركبُوا طغيانهم وضلالهم *** فَلَيْسَ عَذَاب الله عَنْهُم بلابث
لتبتدرنهم غَارة ذَات مُصدق *** تحرم أظهار النِّسَاء الطوامث
تغادر قَتْلَى تعصب الطير حَولهمْ *** وَلَا ترأف الْكفَّار رأف ابْن حَارِث