بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي شهر التَّرَاوِيح وَعقد لَهُ لِوَاء يخفى بضوء صبحة أنوار المصابيح وعممه بِيَدِهِ الْكَرِيمَة وخصصه ببركته العميمة …
وجهزه فِي ثَلَاثمِائَة فَارس وَألبسهُ من خَزَائِن الْوَصِيَّة أجمل الملابس.
فَسَار مُجْتَهدا فِي اتِّبَاع السّنَن وَالسّنَن حَتَّى أَتَى بِلَاد مذْحج من الْيمن فَبَثَّ أَصْحَابه فِيهَا وفرقهم فِي أقطارها ونواحيها فغابوا ثمَّ آبوا وعرضوا عَلَيْهِ مَا من الْغَنَائِم أَصَابُوا ثمَّ لَقِي جمعهم فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَام فَأَبَوا عَلَيْهِ فَقَاتلهُمْ فَانْهَزَمُوا مِنْهُ ثمَّ أجابوه إِلَى مَا دعاهم إِلَيْهِ وَقَالُوا نَحن على من وَرَاءَنَا من الْقَوْم وبذلوا الزَّكَاة وأذعنوا إِلَى الصَّلَاة وَالصَّوْم.
ثمَّ أَمر بِجمع أَصْنَاف الْغَنَائِم وَضمّهَا فَأخْرج الْخمس وَقسم الْبَاقِي على مُقْتَضى المعدلة وَحكمهَا ثمَّ قفل فَوَافى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ بِمَكَّة قد قدمهَا لحج بَيت الله الْحَرَام.
سَار بِأَمْر النَّبِي محتفلا *** نجل أبي طَالب إِلَى الْيمن
فَأَنْذر الْقَوْم ثمَّ جاهدهم *** مُجْتَهدا فِي إِقَامَة السّنَن
فآمنوا طَاعَة لدعوته *** وعرجوا عَن إثارة الْفِتَن
مهلا بلغت المدى فكم لَك من *** فضل على النَّاس يَا أَبَا الْحسن