وفي هذه السنه اعتل المقتدر بالله عله شديده، فزعموا ان أم موسى القهرمانه أرسلت الى بعض اهله برسالة تقرب عليه ولايه الأمر وانكشف …
ذلك له ولامه وجميع خاصته، وقبضوا عليها وعلى أختها أم محمد وأخيها احمد بن العباس، وأخذت منهم اموال، وأخذت لهم ودائع عند قوم وكثر الارجاف بحامد بن العباس، والطعن عليه، وسميت الوزارة لأقوام، فقيل يخرج على بن محمد بن الفرات فيولاها، وقيل يجبر على بن عيسى على ولايتها، وقيل ابن ابى الحوارى، وقيل ابن ابى البغل، فكتبت رقعه وطرحت في الدار التي فيها السلطان، وفيها:
قل للخليفة قل لي *** ان كنت في الحكم تنصف
من الوزير علينا *** حتى نقر ونعرف
احامد فهو شيخ *** واهي القوى متخلف
أم البخيل ابن عيسى *** فهو المنوع المطفف
أم الذى عند زيدان *** للمشورة يعلف
أم الفتى المتانى *** أم الظريف المغلف
أم ابن بسطام اعجل *** أم الشيخ المعفف
أم طارئ ليس ندري *** من اى وجه يلقف
الفتى المتانى ابن الخصيبى، والشيخ المعفف ابن ابى البغل.
وفي هذه السنه استضعف السلطان صاحب شرطه بغداد فيما كان من العامه، فعزله وولى شرطته نازوك المعتضدي، فبانت صرامته في أول يوم، وقام بالأمر قياما لم يقم مثله احد وفل من حد الرجاله، وكانت نارهم موقده، وحاربهم حتى أذعنوا وتناولوا حوائجهم منه بخضوع له بعد ان قصدوا داره ليحرقوها، وهو في وقته الذى ولى فيه نازل على دجلة وعلى الزاهرية، فاستعان بالغلمان فشردهم واعانه نصر الحاجب عليهم، وهو كان سبب توليته، لأنه بلغه ان عروسا زفت الى زوجها بناحيه سوق الشتاء، فخرج بعض اولاد الرجاله، ومعه جماعه منهم، فأخذها وأدخلها الى داره، وفجر بها.
ثم صرفها الى أهلها، فأظهر الناس شده الانكار لهذا، وعظموه بحسب عظمه، وكل ما قدر عليه نصر الحاجب ان اسقط رزق هذا الرجل، ونفاه، ثم اشار بولاية نازوك فاشتد عليهم، وصلب في امرهم وشكر له فعله فيهم.
وحج بالناس في هذه السنة إسحاق بْن عبد الملك.