في هذه السنه، ورد رسول ابى على بن محتاج الى معز الدولة، فاوصله الى الخليفة، وذلك بعد موت نوح بن نصر فعقد لأبي على على خراسان، …
وسلم اليه العهد والخلع، وضم اليه أبا بكر بن ابى عمرو الشرابي، واقام الخطبه للمطيع في هذه السنه، ولم تكن قد أقيمت له ببلاد خراسان الى هذه الغاية.
وبلغ الخبر بموت موسى قتادة، فانحدر المهلبى لحيازه تركته وكانت عظيمه.
وفي مستهل شعبان، ورد الخبر بوقعه كانت بين الدمستق وبين سيف الدولة بالحدث، وقتل سيف الدولة خلقا من اصحاب الدمستق، واسر ابن ابنه وصهره وبطارقته، وبنى الحدث بعد ان اخربوها، وقال السرى مذكرا اخرابهم لها:
ان تشتك الحدث الحسناء حادثه *** سعى بها خائن منهم ومغرور
فإنها نشوه ولت عذوبتها *** وخر ذو التاج عنها وهو مخمور
سينقض الوتر من اعدائه ملك *** عدوه حيث كان الدهر مقهور
فحاذروا وزرا منه وهل وزر *** والسيف في يد سيف الله مشهور!
وقال ابو الطيب قصيدته:
ذي المعالى فليعلون من تعالى *** هكذا هكذا والا فلا لا
– قال ابن جنى: يريد انهم بعثوا سيف الدولة على اتمام بنائه واعلائه، فكانوا سبب ذلك، يقول فيها:
قصدوا هدم سورها فبنوه *** وأتوا كي يقصروه فطالا
واستجروا مكايد الحرب حتى *** تركوها لهم عليه وبالا
رب امر أتاك لا تحمد الفعال *** فيه وتحمد الافعالا
– قال ابن جنى: الفعال: الهراب، والافعال انهزامهم-
وقسى رميت عنها فردت *** في قلوب الرماه عنك النصالا
أخذوا الطرق يقطعون بها الرسل *** فكان انقطاعهم إرسالا
وهم البحر ذو الغوارب الا *** انه صار عند بحرك آلا
الغوارب: الأمواج.
وفي شوال مات ابو جعفر محمد بن القاسم الكرخي.
وعرض لمعز الدولة مرض في إحليله، وهو الإنعاظ الدائم.
وورد الخبر بدخول ركن الدولة وابن محتاج جرجان ومضى وشمكير هاربا الى خراسان.