كانت سرية زيد بن حارثة إلى حِسْمَى.
التعريف بالمكان
وهي وراء وادي القُرىَ، وحِسمى على مثال: فعلى، مكسور الأول، قيده أبو علي موضع من أرض جذام، وذكروا أن الماء في الطوفان أقام به بعد نضوبه ثمانين سنة.
وقتها
في جمادى الآخرة، سنة ست.
سببها
قالوا: أقبل دحية بن خليفة الكلبي من عند قيصر، وقد أجازه وكساه، فلقيه الهنيد بن عارض، وابنه عارض بن الهنيد – وعند ابن إسحاق: عُوص فيهما بدل: عارض- في ناس من جُذام بحسِْمَى، فقطعوا عليه الطريق، فلم يتركوا عليه إلا سَملَ ثوب ، فسمع بذلك نفر من بني الضبيب، فنفروا إليهم، فاستنقذوا لدحية متاعَه، وقدم دحية على النبي صلى اللّٰه عليه وسلم فأخبره بذلك.
بعث السرية
فبعث زيد بن حارثة في خمسمائة رجل وردَّ معه دحية.
المسير إليهم
وكان زيد يسير بالليل ويكمن بالنهار، ومعه دليل له من بني عُذْرة.
أحداث السرية
فأقبل بهم حتى هجم بهم مع الصبح على القوم، فأغاروا عليهم فقتلوا فيهم، فأوجعوا وقتلوا الهنيد وابنه، وأغاروا على ماشيتهم ونعمهم ونسائهم.
الغنيمة
فأخذوا من النعم ألف بعير، ومن الشاء خمسة آلاف شاة، ومن السبي مائة من النساء والصبيان.
وفد جذام
ف”رحل زيد بن رفاعة الجذامي في نفر من قومه إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، فدفع إلى رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم كتابه الذي كان كتب له ولقومه ليالي قدم عليه، فأسلم، وقال: يا رسول اللّٰه، لا تُحرم علينا حلالًا، ولا تحل لنا حرامًا. قال: فكيف أصنع بالقتلى؟ قال أبو يزيد بن عمرو : أطلق لنا يا رسول اللّٰه من كان حًيّا، ومن قتل فهو تحت قدمي هاتين، فقال رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم: صدق أبو زيد“.
بعث علي بن أبي طالب ومعه الوفد
فبعث معهم علًيّا إلى زيد بن حارثة، يأمره أن يخلي بينهم وبين حرمهم وأموالهم.
تنفيذ عليٍّ لبنود الاتفاق
فتوجه علي ولقي رافع بن مَكِيث الجهني – بشير بن حارثة- على ناقة من إبل القوم، فردها علي على القوم، ولقي زيدًا ب . الفحلتين، وهي بين المدينة وذي المروة، فأبلغه أمر رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه وسلم، فرد إلى الناس كل ما كان أخذ لهم وذكر غير ابن سعد أمر هذه السرية أطول من هذا.
تحقيقات لغوية
وعند ابن إسحاق: أبو زيد بن عمرو، وعنده: رفاعة بن زيد الجذامي، وهو الصحيح. وعُوص قيده بعض الناس عُوض. وقال النمري: ليس عوض إلا في حمير، وعُوض بن إرم بن سام بن نوح، وفي غيرهما: عُوص.