وفي هذه السنة أعني سنة سبع عشرة اعْتَمَرَ عُمَرُ، وَبَنَى الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ- فِيمَا زَعَمَ الْوَاقِدِيُّ- وَوَسَّعَ فِيهِ،وَأَقَامَ بِمَكَّةَ عِشْرِينَ لَيْلَةً، …
وَهَدَمَ عَلَى أَقْوَامٍ أَبَوْا أَنْ يَبِيعُوا، وَوَضَعَ أَثْمَانَ دُورِهِمْ فِي بَيْتِ الْمَالِ حَتَّى أَخَذُوهَا قَالَ: وَكَانَ ذَلِكَ الشَّهْرُ الَّذِي اعْتَمَرَ فِيهِ رَجَبَ، وَخَلَّفَ عَلَى الْمَدِينَةِ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَفِي عُمْرَتِهِ هَذِهِ أَمَرَ بِتَجْدِيدِ أَنْصَابِ الْحَرَمِ، فَأَمَرَ بِذَلِكَ مَخْرَمَةَ بْنَ نَوْفَلٍ وَالأَزْهَرَ بْنَ عَبْدِ عَوْفٍ وَحُوَيْطِبَ بْنَ عَبْدِ الْعُزَّى وَسَعِيدَ بْنَ يَرْبُوعٍ.
قَالَ: وَحَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ:
قَدِمْنَا مَعَ عُمَرَ مَكَّةَ فِي عُمْرَتِهِ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ، فَمَرَّ بِالطَّرِيقِ فَكَلَّمَهُ أَهْلُ الْمِيَاهِ أَنْ يَبْتَنُوا مَنَازِلَ بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ- وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَ ذَلِكَ بِنَاءٌ- فَأَذِنَ لَهُمْ، وَشَرَطَ عَلَيْهِمْ أَنَّ ابْنَ السَّبِيلِ أَحَقُّ بِالظِّلِّ وَالْمَاءِ.
قَالَ: وَفِيهَا تَزَوَّجَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُمَّ كُلْثُومٍ ابْنَةَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَهِيَ ابْنَةُ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، ودخل بها في ذي القعده.