بَعثه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمِيرا على الْحَج بِالنَّاسِ وَقد عزم على تَطْهِير الْبَيْت من أهل الشّرك والأدناس وجهز مَعَه عشْرين بَدَنَة …
قلدها وأشعرها بِيَدِهِ الْكَرِيمَة فَخرج فِي ثَلَاث مائَة رجل من ذَوي الصِّفَات الجميلة وَالْوُجُوه الوسيمة.
فَلَمَّا كَانَ بالعرج لحقه عَليّ بن أبي طَالب وَهُوَ على الْقَصْوَاء نَاقَة الْمُخْتَار من بني لؤَي بن غَالب ورد لقِرَاءَة بَرَاءَة ونبذ العهود فجمل بوروده الْوُفُود بل الْوُجُود فَمَضَوْا سائرين وأدلجوا إِلَى بَيت الله صائرين.
فحج بِالنَّاسِ أَبُو بكر الصّديق وسلك إِلَى قَضَاء الْمَنَاسِك أحسن الطَّرِيق وَقَرَأَ على بَرَاءَة يَوْم النَّحْر عِنْد الْجَمْرَة ونبذ إِلَى كل ذِي عهد عَهده جاعلا بِيَدِهِ أمره وَقَالَ لَا يحجّ بعد هَذَا الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان ثمَّ رجعا قافلين إِلَى حرم سيد السادات والأعيان.
لقد ظفر الْحجَّاج فِي عَام تِسْعَة *** لهجرة رب الْعلم وَالْفضل واللسن
وفازوا بإقبال ويمن وَكَيف لَا *** وَفِيهِمْ أَبُو بكر وَفِيهِمْ أَبُو الْحسن