الأستاذ الدكتور عارف النايض
عمّان – المملكة الأردنيّة الهاشميّة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على سيّدنا محمّد وآله وصحبه أجمعين.
فإنّي أتقدّم بالشكر الجزيل لمؤسسة آل البيت على هذه الدعوة الكريمة، وأسال الله لهم مزيدًا من التميّز والإبداع والتقدّم، خدمةً للأمّة والإنسانيّة والفكر، كما أساله تعالى أن أوفّق في هذه الورقة المتواضعة.
وقد جعلتُ هذه الورقة بعنوان: «الجانب التّراحمي عند النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم في يوميّاته»، أجمع فيها بعض الأحداث اليومية للنبي ﷺ في جانب رحمته ﷺ، وآثار ذلك على الأسرة والمجتمع والأمة، ومتعلّقاتها المتجدّدة بأحوال الأمة على مدى العصور، لا سيما في أوقاتنا المعاصرة، اهتداءً بقول الله تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21].
وجعلت هذه الورقة في مباحث بعد المقدّمة والتمهيد:
المبحث الأول: التّراحم عند النبي ﷺ على التّراحم عمومًا.
المبحث الثاني: التّراحم عند النبي ﷺ مع أسرته.
المبحث الثالث: التّراحم عند النبي ﷺ مع أصحابه.
المبحث الرابع: التّراحم عند النبي ﷺ مع الأطفال.
المبحث الخامس: التّراحم عند النبي ﷺ مع النساء.
المبحث السادس: التّراحم عند النبي ﷺ مع الفقراء والضعفاء.
المبحث السابع: التّراحم عند النبي ﷺ مع المنافقين والمعاهدين والكافرين.
المبحث الثامن: التّراحم عند النبي ﷺ مع الحيوانات والطيور.
الخاتمة.
وأسأل الله تعالى التوفيق والتيسير، وأن يعمّ في الكون كلّه التّراحم والمحبّة والإخاء، على نهج سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، والحمد لله رب العالمين.
تمهيد
الحمدلله، وصلّى الله وسلّم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدّين في كلّ لحظة ونفس عدد خلق الله.
أما بعد:
فإنّ الحديث عن التّراحم عند سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لأمر في غاية الرّوعة والتميّز، ذلك أنه حديث عن أعظم مخلوق، وأكرم نبيّ، الرّحمة المُهداة عليه صلوات الله.
وإذا ما سبرنا كتاب الله تعالى فإنّنا نصل إلى أنه لم يوصف أحد من الأنبياء عليهم السلام بالرحمة إلا نبينا وسيدنا محمد ﷺ، في موضع واحد في القرآن الكريم، في سورة الأنبياء، الآية رقم 107، قال تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.
وفي آية أخرى وصف الله سبحانه وتعالى نبيّه سيدنا محمد ﷺ بوصفين متتاليين: الرأفة والرحمة، فقال تعالى في سورة التوبة، الآية 128: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ}.
فالرأفة والرّحمة وصفان ملازمان للحضرة النبويّة، وصف الله تعالى بهما نبيّه ﷺ، وقصرهما عليه، حتى قال ﷺ عن نفسه: «إنما أنا رحمةٌ مُهْداة»(1)، قال الحافظ المُناوي: أي: ذو رحمة أو مبالغ في الرحمة، حتى كأني عينها؛ لأن الرحمة ما يترتب عليه النفع ونحوه، وذاته كذلك، وإن كانت ذاته رحمة فصفاته التابعة لذاته كذلك، مُهداة: أي: ما أنا إلا ذو رحمة للعالمين أهداها الله إليهم(2).
ورُوي عنه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: «إنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً وَلَمْ أُبْعَثُ عَذَابًا»(3)، وقيل يا رسول الله ﷺ ادع الله على المشركين! قال ﷺ: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً»(4)، وعنه أيضًا ﷺ: «بَعَثَنِي اللهُ رَحْمَةً وَهُدًى للِعَالَمِينَ»(5).
قال الإمام الغزالي: «فسبحان من أرسله رحمة للعالمين، ليجمع لهم بيُمْن بعثته مصالح الدنيا والدِّين ﷺ»(6).
وقال الحافظ الشامي: «ومن رحمته ورأفته ﷺ بأمته تخفيفه وتسهيله عليهم، وكراهيته أشياء مخافة أن تفرض عليهم، كقوله ﷺ: «لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء، ومع كلا صلاة، ولأخّرت العشاء إلى ثلث الليل»، وخبر قيام رمضان، ونهيه عن الوصال، وكراهته دخول الكعبة لئلا يعنت أمته، ورغبته لربه أن يجعل سبته ولعنته رحمة لمن سبه وزكاة وطهورا»(7).
وصدق القائل:
أحنى وأرأف من الأمّ بنا *** وهكذا رسوله كان لنا
وإلى هذ المعنى أشار سيدي عبد العزيز الفاسي بقوله:
وكــان قـادرا علـى التدميـر *** لــو شاء كان جاد بالتأخير
حتى هدى الله به من شاء *** منهــم ومن أصلابهم أبناء
ثــم أعــــزّ ديـنــه ونـصـــره *** وأيّــد الحـق بـه وأظـهــره(8)
حتى مدحه المستشرقون ومنهم: المستشرق الإسباني «جان ليك»، الذي قال: «لا يمكن أن توصف حياة محمد ﷺ بأحسن مما وصفها الله بقوله: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، كان محمد ﷺ رحمة حقيقية … وإني أُصَلِّي عليه بلَهْفَةٍ وشوْق»(9).
كما أنّ المتتبِّع لأسمائه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم يجد أنها كثيرة متكاثرة، ومنها ما يدلّ على التراحم، وها هي موجودة بين يديك(10): رحمة الأمة – رحمة العالمين – رحمة مهداة – الرؤوف الرّحيم – الأرحم – أرحم الناس بالعيال – الأمان – الآَمَنَة – الثِّمال(11)– السلام، وسُمِّت مدينته “المرحومة” لأنه دار المبعوث رحمة للعالمين، وبها تنزل الرّحمات(12).
وسنرى من خلال هذه المباحث نماذج من تراحمه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم تسليمًا.
المبحث الأوّل: حثّ النبي ﷺ على التّراحم عمومًا
لقد حثّ سيّدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلّم على التّراحم والرحمة ونشرهما في الأكوان على العامّة والخاصّة، على المحيط كلّه بكافّة ألوانه وأنواعه، مؤكِّدًا على أنّ ذلك هو اتِّباع له، وسير على منهجه، وتخلّق بخلقه روحي له الفداء، ومن هذه التوجيهات والأوامر، ما رُوي عنه صلّى الله عليه وآله وصحبه وسلم قوله:
- «الرَّاحِمُونَ يرحمهم الرحمن، ارحَمُوا مَن في الأرض، يرحمْكم من في السماءِ»(13).
- «لا يَرْحَمُ اللهُ من لا يرحمِ النّاسَ»(14). وفي رواية: «مَن لا يَرْحَمِ النّاسَ لا يَرْحَمْهُ اللهُ»(15).
- «لا تُنْزَعُ الرَّحْمَةُ إلا مِن شَقيًّ»(16).
- «إِنَّمَا يَرْحَمُ اللهُ مِنْ عِبَادِه الرُّحَمَاءَ»(17).
- «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا»(18).
- «ارْحَمُوا تُرْحَمُوا، وَاغْفِرُوا يَغْفِرِ اللهُ لَكُمْ»(19).
المبحث الثّاني: التّراحم عند النبي ﷺ مع أسرته
وعند الحديث عن الأُسرة النبويّة والبيت النبويّ، ومعاملة الحبيب الأعظم ﷺ لهم في يوميّاته، نجده معهم الرّحيم ذو الحنان والمودّة والشفقة، في خدمتهم، في محبتهم، في الشفقة عليهم، في قضاء حوائجهم، في الدعاء لهم، وغير ذلك، وقد رُوي في ذلك أحاديث كثيرة، منها:
- ما رُوي عَنْ الأَسْوَدِ بن يزيد قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ يَصْنَعُ في بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ يَكُونُ في مِهْنَةِ أَهْلِهِ – تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ – فَإِذا حَضَرَتْ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ(20).
- «خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي»(21).
المبحث الثّالث: التّراحم عند النبي ﷺ مع أصحابه
وهنا في هذا المبحث، نعايش رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم في معاني تراحمه ومعاملته مع أصحابه ﷺ مع كثرتهم، وكثرة أحوالهم، ومع ذلك فكانت كلّ معاملاته ﷺ معهم رحماتٍ متتالية، في إحياء وتذكير لمعنى التّراحم الذي ينبغي أن تكون عليه الأمّة، لا سيما مع الأصحاب والأقارب.
ومن ذلك: تعامله مع الجهل بالحلم، ومع الإساءة بالإحسان، ومثاله:
- قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَال فِي المَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُمْ النَّبِيُّ ﷺ: «دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ – أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ -، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ»(22).
- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: «كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ الله ﷺ وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نُجْرَانِيٌّ غَلِيظُ الحَاشِيَةِ»، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَ بِرِدَائِهِ جَبْذّةً شَدِيدَةً، قَالَ أَنَسٌ: «فَنَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عَاتِقِ النَّبِيِّ ﷺ، وَقَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الرِّدَاءِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ»، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ، «فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ»(23).
- ومن ذلك: تعامله مع الخدم باللُّطف والمحبّة، فقد رُوي عن أَنَس رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَدَمْتُ النَّبِيَّ ﷺ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لِي: أُفٍّ، وَلا: لِمَ صَنَعْتَ؟ وَلاَ: أَلا صَنَعْتَ(24).
- «إِخْوَانُكُمْ خَوَلُكُمْ جَعَلَهُم اللهُ تَحْتَ أَيْدِيكُمْ، فَمَنْ كَانَ أَخُوهُ تَحْتَ يَدِهِ فَلْيُطْعِمْهُ مِمَّا يَأْكُلُ وَلْيُلْبِسْهُ مِمَّا يَلْبَسُ، وَلاَ تُكَلِّفُوهُمْ مَا يَغْلِبُهُمْ، فَإِنْ كَلَّفْتُمُوهُمْ فَأَعِينُوهُمْ»(25).
ومن ذلك: رحمته بالشّباب وطلاّب العلم، فقد جاء في الحديث:
- أَتَيْنا النَّبِيَّ ﷺ، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أَنَّا اشْتَقْنَا أَهْلَنَا، وَسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ، وَكَانَ رَفِيقًا رَحِيمًا، فَقَالَ: «ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ، وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ»(26).
- «سَيَأْتِيكُمْ أَقْوَامٌ يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمْ فَقُولُوا لَهُمْ: مَرْحَبًا مَرْحَبًا بِوَصِيَّةِ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَاقْنُوهُمْ». قُلْتُ لِلْحَكَمِ: مَا اقْنُوهُمْ؟ قَالَ: عَلِّمُوهُمْ(27).
المبحث الرابع: التّراحم عند النبي ﷺ مع الأطفال
لقد حظي الأطفال بعناية فائقة من النبي ﷺ، بل أهتمّ به حتى قبل وجوده، من حيث التنبيه على ضرورة الاختيار الحسن والصحيح في الزواج، وانتقاء البيئة المناسبة للتعليم والتربية، وانتقاء الاسم المناسب، بالاضافة إلى باقي المعاني الرّاقية التي وجّه إليها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كلّ ذلك من رحماته وتراحمه ﷺ، ومنها ما روي في هذه النماذج المشرقة:
- قَبَّلَ رسولُ الله ﷺ الحسنَ بنَ عَليٍّ، وعنده الأقْرَعُ بنُ حابس التميميُّ، فقال الأقرعُ: إِن لي عَشْرة من الوَلَد ما قَبَّلْتُ منهم أحدًا، فنظر إليهِ رسولُ الله ﷺ ثم قالً: «مَن لا يَرْحَمْ لا يُرْحَمْ»(28).
- جَاءَ أَعْرَابيٌّ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَقَالَ: تُقَبِّلُونَ الصِّبْيّانَ؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ، فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَة»(29).
- مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيالِ مِنْ رَسُولِ الله ﷺ، كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا لَهُ في عَوَالِي المَدِينَةِ، فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ، فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ، وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا، فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ، ثُمَّ يَرْجِعُ(30).
- إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ لَيُخَالِطُنَا، حَتَّى إِنْ كَانَ لَيَقُولُ لأَخٍ لِي صَغِيرٍ: «يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ»(31).
واهتمّ صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم بالأيتام، واليتيم هو من فقد أباه، ذكرًا أو أنثى، ويبلغ عدد الأحاديث التي وردت في الحثّ على الاهتمام باليتيم ورعايته وقضاء حوائجه أكثر من 500 حديث، وزّعت في المصنّفات والجوامع والمسانيد والسنن والمعجمات والأجزاء وغيرها، ومنها:
- «خَيْرُ بَيْتٍ فِي المُسْلِمينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُحْسَنُ إِلَيْهِ، وَشَرُّ بَيْتٍ فِي المُسْلِمينَ بَيْتٌ فِيهِ يَتِيمٌ يُسَاءُ إِلَيْهِ»(32).
- «إِنِّي لأَدْخُلُ الصَّلاَةَ، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أُطِيلَهَا، فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَاوَزُ في صَلاَتِي، مِمَّا أَعْلَمُ مِنْ شِدَّةِ وَجْدِ أُمِّهِ مِنْ بُكَائِهِ»(33).
المبحث الخامس: التّراحم عند النبي ﷺ مع النساء
المرأة هي نصف المجتمع وهي من ولدت وربّت النصف الآخر، هي الأم والخالة والعمة والجدّة، هي الابنة والحفيدة، هي الزوجة الحبيبة، هي الأخت، لهذا كلّه اهتم بها سيدنا محمد ﷺ، وأرسل – من خلال التعامل معها – رسائل التّراحم والتّواد، من الوصيّة بها، في كلّ أطوارها ومراحلها، من الصبر والتحمّل لأجلها، من الأجر العظيم المرتب على حُسن صحبتها وكل ذلك من باب التراحم، ومن هذه النماذج:
- «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وَالمِسْكِينِ، كَالمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله، أَوِ القَائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهَارَ»(34).
- جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُول الله ﷺ فَقَالَ: «يَا رَسُولَ الله، مَنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ»(35).
- «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا»(36).
- «اتَّقُوا الله فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُم أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانَةِ الله، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ الله، وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالمَعْرُوفِ»(37).
- «لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةٌ، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ»(38).
- «أَكْمَلُ المُؤمِنينَ إِيمَانًا أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ خُلُقًا»(39).
- «لا يَكُونُ لأَحَدٍ ثَلاَثُ بَنَاتٍ، أَوْ ثَلاَثُ أَخَوَاتٍ، أَوْ ابْنَتَانِ، أَو أُخْتَانِ، فَيَتَّقِي اللهَ فِيهِنَّ ويُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّة»(40).
المبحث السادس: التّراحم عند النبي ﷺ مع الفقراء والضعفاء وكبار السنّ
ضرب سيدنا محمد ﷺ المثل الأعلى في اهتمامه بكافة شرائح المجتمع، لاسيما من هو كان ساقطًا من أعين الناس لفقره أو ضعفه، اهتم به، وعظّم شأنه، رحمة به وبمشاعره، وإحسانًا منه ﷺ، وتعظيمًا منه للإنسان الذي كرّمه الله تعالى، وأنه لا ينبغي إلا أن نتأسّى به في خدمة ومحبّة الفقراء والضعفاء وكبار السّن، وممّا ورد في دواوين السُنّة.
- «كَانَ رَسُولُ الله ﷺ يُكْثِر الذِّكْرَ، وَيَقِلُّ اللَّغْوَ، وَيُطِيلُ الصَّلاةَ، وَيُقَصِّرُ الْخُطْبَةَ، وَلا يَأْنَفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الأَرْمَلَةِ، وَالمِسْكِينِ فَيَقْضِيَ حَاجَتَهُ»(41).
- «مَا أَكْرَمَ شَابٌ شَيْخًا لِسِنِّهِ إلاَّ قَيَّضّ اللهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمُهُ عِنْدَ سِنِّهِ»(42).
- «إِنَّ مِنْ إِجْلاَلِ اللهِ إِكْرَامَ ذِي الشَّيْبَةِ المُسْلِمِ»(43).
- «البَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ»(44).
- «ابْغُونِي فِي ضُعَفَائِكُمْ، فَإِنَّكُم إِنَّمَا تُرْزَقُونَ وَتُنْصَرُونَ بِضُعَفَائِكُمْ»(45).
- يَا رَسُولَ الله، إِنَّ المِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ الله ﷺ: «إِنْ لَمْ تَجِدي لَهُ شَيْئًا تُعْطِيهِ إِيَّاهُ إِلاَّ ظِلْفًا مُحْرَقًا فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ فِي يَدِهِ»(46).
المبحث السابع: التّراحم عند النبي ﷺ مع المنافقين والمعاهدين والكافرين
وهذا مبحث مهمّ من المباحث العظيمة والعجيبة، حيث إنّه لا يُنتظر عادة من الأعداء إلا العداوة والبُغض والأذيّة، إلا أنّ سيدنا محمدًا صلى الله عليه وآله وسلّم، الرحمة للعالمين، أراد أن يحقّق هذا المعنى عمليًّا وأن يعلّم أمتّه هذا المعنى العظيم.
قال بعض العلماء في قوله تعالى: {وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} لجميع الخلق، للمؤمن رحمة بالهداية، ورحمة للمنافق بالأمان من القتل، ورحمة للكافر بتأخير العذاب(47).
أولاً: المنافقين:
ذلك أن المنافقين وهم الذين أظهروا الإيمان في وقته وأخفوا الكُفر، وقد أعلم الله نبيّه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم بهم جميعًا، وحفاظًا على الرّسالة فقد أعلم ﷺ صاحب السرّ حذيفة بن اليمان ذلك.
ومع هذا كلّه، فلم يعاملهم رسول الله ﷺ بحقيقة أمرهم، وإنّما أحسن إليهم، ورفق بهم، وعفا عنهم، فأمِنُوا من القتل وغيره، ومن هؤلاء عبد الله بن أُبَيّ بن سلُول الذي آذى النبي ﷺ لا سيما في قصة الإفك، وكان رأس المنافقين، وله مواقف مخزية أخرى، فعامله ﷺ بما عنده من عظيم الأخلاق والحكمة، ولما مات كفّنه بقميصه بطلب من ابنه، فكان ﷺ المحسن المتراحم المتفضّل، مع إساءة الآخرين، صلوات الله عليك يا سيدي يا رسول الله(48).
ثانيا: المعاهَدِين:
وهم الذين بينهم وبين المسلمين عهود ومواثيق ومودّة، فقد أُمرنا بالإحسان إليهم، وبمعاملتهم المعاملة الحسنة، وبمساعدتهم إذا احتاجوا لذلك بل الإنفاق عليهم متى عجزوا عن الإنفاق على أنفسهم، ومن ذلك ما قاله ﷺ في مفاجأة عجيبة لكل خالي الذهن من المنكرين المحاربين:
- «أَلاَ مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا، أَو انْتَقَصَهُ، أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ، أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ، فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ»(49).
- «مَنْ قَتَل مُعَاهَدًا لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ، وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَامًا»(50).
ثالثًا: الكافرين:
وهم الذين لم يؤمنوا بالنبيّ ﷺ، إمَّا عنادًا أو جهلاً، أو إعراضًا، لم يعاملهم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم إلاّ معاملة الطبيب الرّحيم المُشفق، هذه التّعامل مع الكافرين المعاندين، بل حتى في الحروب أوصى بوصايا يحقّ أن تُكتب بماء الذّهب، ومن ذلك:
- خِطاب ملكَ الجبال له ﷺ، حيث قال: يَا مُحَمَّدُ إِنَّ الله قَدْ سَمِع قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ، وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ، وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ، فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهمْ الأَخْشَبَينِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله ﷺ: «بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرَجَ اللهُ مِنْ أَصْلابِهم مَنْ يَعْبُدُ الله وَحْدَهُ لا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا»(51).
- وكان ﷺ إذا أمَّر أميرًا على جيش أو سريَّة أوصاه في خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرًا، ثم قال: «لاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُمَثِّلُوا وَلا تَغُلُّوا، ولا تَقْتُلُوا الْوِلْدَانَ وَلاَ أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ»(52).
وكان ﷺ يتعامل مع الأسرى معاملة رائعة، في تأسيس لقواعد السِّلم والحرب، فمتى ما حصلت الحروب لا ينبغي أن يتمّ التعامل فيها إلا بالرحمة والمحبّة والخير، لا الحقد والكراهية والبؤس والدّمار، ومن وصاياه ﷺ:
- «فُكُوا العَانِيَ – يَعْنِي الأَسِيرَ – وَأَطْعِمُوا الجَائِعَ، وَعُودُوا المَرِيضَ»(53).
- عَنْ أَبِي عَزِيزِ بِنْ عُمَيْرٍ، أَخِي مُصْعَبِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ: كُنْتُ فِي الأَسَارَى يَوْمَ بَدْرٍ فَقَالَ رَسُولُ الله ﷺ: «اسْتَوصُوا بِالأَسَارَى خَيْرًا» وَكُنْتُ فِي نَفَرٍ مِنَ الأَنْصَارِ، وَكَانُوا إِذَا قَدَّمُوا غَدَاءَهُمْ وَعَشَاءَهُمْ أَكَلُوا التَّمْرَ وَأَطْعَمُوني الْخُبْزَ بِوَصِيَّةٍ رَسُولِ الله ﷺ إِيَاهُمْ(54).
المبحث الثامن: التّراحم عند النبي ﷺ مع الحيوانات والطيور
العقلاء وغيرهم لهم اعتبار في مدرسة سيدنا محمد ﷺ، فالإحساس بكل المخلوقات المحيطة حولك، والحرص على راحتها وتوفير ما يناسبها خُلق راقٍ، نشره سيدنا محمد ﷺ وحثّ عليه، وأمر به، فحرص ﷺ على عدم أذية كلّ الخلق، ومنهم الحيوانات والطيور، وله في ذلك قصص ومواقف، ينبغي أن نتأسّى ونقتدي بها، ومن ذلك:
- دَخَلَ رسُول الله ﷺ حَائِطًا لِرَجُلٍ الأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ، فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ ﷺ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ، فَأَتَاهُ النَّبِيُّ ﷺ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ، فَقَال: «مَنْ رَبُّ هَذَا الجَمَلِ، لِمَنْ هَذَا الجَمَلُ؟»، فَجَاءَ فَتًى مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالَ: لِي يَا رَسُولَ الله. فَقَالَ: «أَفَلا تَتَّقي الله في هَذِهِ البَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللهُ إِيَّاهَا؟، فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَ تُدْئِبُهُ»(55).
- مَرَّ رَسُولُ الله ﷺ بِبَعيرٍ قَدْ لَحِقَ ظَهْرُهُ بِبَطْنِهِ، فَقَال: «اتَّقُوا اللهَ في هَذِهِ الَهَائِمِ المُعْجَمَةِ، فَارْكَبُوها صَالِحَةً، وَكُلُوها صَالِحَةً»(56).
- كُنَّا مَعَ رَسُولِ الله ﷺ فِي سَفَرٍ، فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ فَرَأَيْنَا حُمَرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا، فَجَاءَتِ الحُمَرَةُ فَجَعَلَتْ تَفْرِشُ، فَجَاءَ النَّبِيُّ ﷺ فَقَالَ: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَها إِلَيْهَا. وَرَأَى قَرْيَةَ نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ: مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ؟ قُلْنَا: نَحْنُ. قَالَ: إِنَّهُ لا يَنْبَغِي أَنْ يُعَذَّبَ بِالنَّارِ إلاَّ رَبُّ النَّارِ»(57).
- مَرَّ ابْنُ عُمَرَ بِفِتْيَانٍ مِنْ قُرَيْشٍ قَدْ نَصَبُوا طَيْرًا وَهُمْ يَرْمُونَهُ، وَقَدْ جَعَلُوا لِصَاحِبِ الطَّيرِ كُلَّ خَاطِئَةٍ مِنْ نَبْلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْا ابْنَ عُمَرَ تَفَرَّقُوا، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ: مَنْ فَعَلَ هّذَا، لَعِنُ اللهُ مَنْ فَعَلَ هَذَا، إِنَّ رَسُولَ الله ﷺ لَعَنَ مَنْ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا(58).
- قَالُوا: يَا رَسُولَ الله وَإِنَّ لَنَا فِي البَهَائِمِ أَجْرًا؟ قَالَ: «فِي كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أَجْرٌ»(59).
الخاتمة
الحمد لله حمدًا كثيرًا، والصلاة والسلام على رحمته سيدنا محمد بكرةً وأصيلا.
وبعد جولة مع رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في تراحمه والمعاني التي تحوم حول ذلك، في تراحمه مع أسرته، وأصحابه، والأطفال، والنساء، والفقراء، والضعفاء، والمنافقين، والمعاهدين، والكافرين، والحيوانات، والطيور، كل هذه اليوميّات معه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم يظهر فيها المعنى والأثر العظيم لمفهوم التّراحم، وكيف أثّر هذا المعنى في التطبيقات العمليّة واليوميّة، والآثار الإيجابية التي ترتّبت على ذلك، من خلال الآداب والأخلاق، والمحبّة والإخاء، واللطف والعطف، والتعايش.
رسائل كثيرة تُرسل لنا عبر الزّمن، يعلّمنا إياها الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلّم، وينبغي على الأمّة أن تستلهم من خلالها الطريق الأمثل للنجاة اليوم في أوقات الأزمات والمحن والفتن، الأمة حكّامًا وأفرادًا مطالبون جميعًا بنشر معاني التّراحم، ليعمّ الخير، ويرتفع الضّير، وتحفظ من كل سوء وبلاء، التّراحم يحفظ الأمة من الملاحم، التّراحم مفتاح للخيرات والمغانم، التّراحم يتفتح آفاق التّلاحم، التّراحم باب عظيم وجليل.
وإنّني في ختام هذه الورقة أُوصي بهذه التوصيات التي أعتقد أنّ فيها الخير الكثير والعظيم:
1. العمل على صناعة وتأليف مجموعة موسوعات مهمّة وهي:
- موسوعة التّراحم في القرآن الكريم.
- موسوعة التّراحم في السُّنة النبويّة.
- موسوعة التّراحم في أشعار العرب.
2. العمل على تنظيم مؤتمرات وورش عمل وتدريب وكتيِّبات ومطويّات حول:
- أثر التّراحم في صناعة آمن المجتمعات الفكري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
- أثر التّراحم في التلطّف مع التلاميذ والطلاّب في زيادة الوعي والاستيعاب والتميز والإبداع.
- أثر التّراحم في حماية حقوق المرأة والطفل وذوي الاحتياجات الخاصة.
- أثر التّراحم في حماية الأسرة والمجتمعات من التطّرف والانحلال.
- أثر التّراحم في رعاية الأيتام وتوفير حياة مستقرة وهانئة لهم.
- أثر التّراحم في نجاح العمل الأهلي والمؤسسات الخيريّة.
- أثر التّراحم في التعايش بين الأمم والأديان.
- أثر التّراحم في نشر الأخلاق والآداب.
- أثر التّراحم في نشر التواضع وحسن الخُلق.
- أثر التّراحم في صناعة السعادة الأسريّة.
- أثر التّراحم في توثيق العلاقات العامة والخاصة.
- أثر التّراحم في الإحسان إلى العمّال والموظّفين.
- أثر التّراحم في حماية الدولة من المنافقين والخونة.
- أثر التّراحم في تأسيس قواعد السِّلم والحرب.
- أثر التّراحم في حماية حقوق الأجانب.
- أثر التّراحم في حماية البيئة.
3. العمل على نشر عبارات “التراحم” وما يحثّ عليها، من القرآن الكريم والسنّة النبوية والحكم والأشعار عبر وسائل الإعلام والصحف وشبكات التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى نشرها على اللوحات الإعلانية المنتشرة.
4. إعداد مناهج مدرسيّة وجامعيّة ضمن مادة “الأخلاق”، أو كمادة مستقلّة بعنوان: “التّراحم”، ليتعلم النشء هذا المعنى، وتُشفى مجتمعاتنا مبكرًا من الأمراض المتفشية فيها، وتحفظ من أيّ خطر قد يهدّدها.
5. تخصيص برامج في الإذاعات المرئية والمسموعة تُعنى بضخّ معاني “التراحم” في المجتمعات.
6. عمل برامج عمليّة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المد ي حت شعار: التراحم، لمساعدة الأيتام والأرامل والعجزة.
7. إعداد مادّة تدريبيّة تُعطى للأمّة والخطباء، لأجل جعل الخُطب والمنابر منابر رحمة وتراحم وأمل وتنمية.
وصلّى الله وسلّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلّم تسليما ما كثيرا.
والحمد لله رب العالمين.
فهرس المصادر والمراجع
1. إحياء علوم الدين للإمام الغزالي، مطبوعات دار المعرفة، بيروت.
2. الآداب: لأبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 هـ)، تحقيق: سعيد المندوه، ط 1، مؤسسة الكتب الثقافية، بيروت، 1408 هـ.
3. الجامع الصحيح: للإمام محمد بن إسماعيل البخاري،(ت 25)هـ ، تخريج وضبط:صدقي جميل العطار، دار الفكر، بيروت، ط 1،1425 – 1426هـ ، 2005م.
4. الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في عيون غربية منصفة، تأليف: حسين حسيني معدي، دار الكتاب العربي دمشق، ط1 1419هـ.
5. سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد وذكر فضائله وأعلام نبوته وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد: محمد بن يوسف الصالحي الشامي، تحقيق وتعليق: الشيخ عادل أحمد عبد الموجود، والشيخ علي محمد معوض، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت الطبعة الأولى 1414 هـ – 1993م.
6. سنن ابن ماجه، للإمام أبي عبد الله محمد بن يزيد الربعي القزويني (ت 273 )هـ ، دار السلام، الرياض، دار الفيحاء، دمشق، ط 1، 1420 هـ 1999م.
7. سنن أبي داود للإمام سليمان بن الأشعث السجستاني (275)هـ ، دار السلام، الرياض، دار الفيحاء، دمشق، ط1، 1420 هـ ، 1999 م.
8. سنن الترمذي، تحقيق: الشيخ خليل مأمون شيحا، دار المعرفة،بيروت ط1، 1423هـ ، 2002م.
9. سيدنا محمد رسول الله شمائله الحميدة وخصاله المجيدة: الشيخ عبد الله سراج الدين، دار الفلاح حلب.
10. شعب الإيمان: أحمد بن الحسين البيهقي، تحقيق : محمد السعيد بسيوني زغلول، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، الطبعة الأولى، 1410هـ.
11. الشفا بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض، تحقيق: عبد علي كوشك، ط الأولى 1420 هـ ، دار الفيحاء، بيروت.
12. صحيح مسلم، للإمام مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت 261) هـ ، تخريج وضبط: صدقي جميل العطار، دار الفكر، بيروت، 1424 هـ ، 2004م.
13. فيض القدير شرح الجامع الصغير: عبد الرؤوف المناوي، الناشر: المكتبة التجارية الكبرى، مصر، الطبعة الأولى، 1356 هـ .
14. المستدرك على الصحيحين مع التلخيص للحافظ الذهبي: محمد بن عبد الله أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، الناشر: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1411 هـ – 1990م .
15. مسند أبي يعلى: أحمد بن علي بن المثنى أبو يعلى الموصلي التميمي ، تحقيق : حسين سليم أسد ، الناشر: دار المأمون للتراث، دمشق، الطبعة الأولى، 1404 – 1984 م.
16. مسند الإمام أحمد بن حنبل: أحمد بن حنبل، تحقيق: شعيب الأرنؤوط وآخرون، الناشر: مؤسسة الرسالة، الطبعة الثانية، 1420 هـ ، 1999م.
17. المعجم الكبير: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، تحقيق: حمدي ابن عبد المجيد السلفي، الناشر: مكتبة العلوم والحكم، الموصل، الطبعة الثانية، 1404 هـ – 1983 م .
18. وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى لنور الدين علي بن أحمد السمهودي. تحقيق: محمد محي الدين عبد الحميد. دار إحياء التراث العربي. بيروت. الطبعة الرابعة، 1404 هـ.